غزة في قلوبنا

همسة من ضمير يستميت ليبقى حيا

أخي (أختي) العربي ، أخي الحر ، أخي الإنسان ... بعيدا عن كل العقائد بعيدا عن كل الأديان.
دعني أطرح عليك سؤالا و لا داعي لأن تجيبني عليه ، فيكفيني أن تجيب نفسك : هل أنت راض عما يحدث الآن في غزة ؟ سأجيب عنك : طبعا لا ، سأسألك ثانية : ماذا فعلت لإخوانك هناك ؟ هل ذرفت دمعة واحدة من أجلهم ؟ هل رفعت يديك بالدعاء لهم في صلاتك ؟ هل ...؟ هل ...؟ هل ...؟ .
بعد أن فشلت مخططات الصهاينة و أشباههم من العرب في تجويعهم و تركيعهم هاهم الآن يتفننون في ترويعهم و تقتيلهم و إبادتهم عن بكرة أبيهم ، لا لشيء إلا لأن صوتا حماسيا لعلع في سماء غزة و صرخ بكل ما فيه : يكفي خيانة للقضية.
أنا لست هنا للدفاع عن السياسيين لأن لديهم من الناطقين الرسميين باسمهم ما يكفي لجعل الأسود أبيض في عيوننا و الحنظل عسلا في أفواهنا ، غير أني أقف الآن وقفة تأمل في حال هذا الشعب الذي كتب عليه العذاب منذ أزل بعيد و إلى غاية الساعة ، شعب تكيف مع آلة القتل الحقودة حتى أصبحت جزء من يومياته ، لكنه أبدا لم يستطع هضم صمتنا العربي المخزي و لا خذلاننا له في كل مرة يكون بحاجة إلينا فيها .
ما الذي تغير من الستينات إلى الآن ؟ هل عقمت أرحام نسائنا عن الإتيان برجل يحفظ للأمة العربية ما تبقى من ماء وجهها و يعيد إليها شيئا من كرامتها المهدورة ؟ أين تلك العبارة الرنانة التي كانت شعار أمتنا من المحيط إلى الخليج " القومية العربية " ؟ أين جسدنا العربي الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر و الحمى ؟
أعلم أن ما قلته هو كلام في كلام ، و أني لا أملك غير الكلام وسيلة لإطفاء جذوة الغضب التي تستعر في صدري . دعونا نتحدث ، دعونا نعبر ، دعونا ندعوا ربنا في أيامنا المباركة هذه لينصر إخواننا و يصبرهم على ما هم فيه و يحبط كيد أعدائنا الظاهرين و إخواننا المتظاهرين ، و هؤلاء في رأيي أشد خطرا من سابقيهم.
انقطع الرجاء إلا منك يا الله :
رب انصر إخواننا الغزاويين، رب ارحم شهداءنا و اشف جرحانا و تلطف بأهلنا في غزة الجريحة ، رب أحبط كيد الصهاينة الأنجاس و اجعله في نحورهم ، رب زلزل الأرض من تحتهم ، رب وحد كلمة العرب و المسلمين على الجهاد و أهد أولياء أمورنا إلى سواء السبيل و ارحمنا برحمتك الواسعة يا أرحم الراحمين ... آميـــــــــــــــــــــن .